أميرة الصوص طالبة متفوقة
المساهمات : 130 تاريخ التسجيل : 05/12/2007 العمر : 32
| موضوع: دور الانسان في ظهور الأمراض الجمعة يناير 25, 2008 5:01 am | |
| دور الإنسان في ظهور الأمراض : ولاشك أن للإنسان دوراً مهماً في أسباب ظهور الفيروسات الجديدة، فمع استصلاح الأراضي الزراعية الجديدة ، تجد الحيوانات الداجنة نفسها في اتصال مباشر مع الحيوانات البرية التي لم تتصل بها من قبل فعلى سبيل المثال أدى ظهور فيروس “نيبا” عام 1998 في ماليزيا إلى قتل 105 أشخاص ، والسبب في ذلك يعود إلى الخفافيش التي تعيش في الغابات، فقد نقلت هذه الطيور الفيروس للإنسان عن طريق الخنازير المستأنسة . من جهته فضل فيروس “هندرا” اختيار الخيول كوسيلة للانتقال إلى الإنسان حيث أدى إلى قتل 3 أشخاص في استراليا عام 1994. ويرى الدكتور إيرك لوروا المتخصص في فيروس إيبولا، أن هذا الفيروس أنتقل أولاً إلى القردة العليا والظباء التي يتعامل الإنسان معها بشكل متكرر، وذلك قبل أن ينتقل الفيروس اليه خلال عمليات الصيد التي تمت في ظروف غير ملائمة على الإطلاق كالتعرض للجروح واللدغات العرضية من هذا الحيوان أو ذاك. ويعتقد لوروا أن استئصال الغابات بغية استصلاح أراض زراعية جديدة، يؤدي إلى تركز السكان في مناطق معينة وبالتالي فأن التزايد الديمغرافي والتمدن يمكن أن يكونا عوامل مهمة في انتشار الفيروسات الجديدة، فالمدن تعتبر المقر المثالي للعدوى بالفيروسات. فعلى سبيل المثال لوحظ أن الحمى الصفراء التي تفتك في أفريقيا وأمريكا الجنوبية بدأت انطلاقها من الغابات لأن المضيف الرئيسي للفيروسات هو القردة، وعندما تتم الهجرات الجماعية من الغابات إلى المدن، يبدأ الفيروس بالانتشار لاسيما مع البعوض الذي يتكفل من ناحيته بالقيام بجل العمل. ولا يمكن الحيلولة دون استفحال انتشار الفيروس الا من خلال حملات التطعيمات الكبرى .
ومن أساليب انتشار الفيروسات، التنقل بالطائرات والسياحة والرحلات التجارية ونقل الحيوانات. ولاشك أن تطور النقل الجوي قد أدى إلى تغيير العنصرين الرئيسيين لعملية التنقل والمتمثلة في السرعة وعدد الأشخاص المسافرين، على حد قول باتريس بوردوليه المتخصص في تاريخ الأوبئة في الكلية العليا للدراسات الاجتماعية. ويضيف بوردوليه أن السنوات الماضية كانت تشهد انتشارا محدوداً للفيروسات نظراً لعدم اتساع رقعة المناطق الملوثة به جراء البعد الكبير بين الدول .
ولذا كان الناس لا يسمعون عن هذا الفيروس أو ذاك. وقد لا حظنا ذلك عند ظهور مرض سارس في السنة الماضية فما أن أنتقل المرض من منطقة جوأنجدونج الصينية حتى بلغ بكين بأقصى سرعة ومن العاصمة الصينية لم يلبث المرض أن أنتشر في هونج كونج وفي سنغافورة جراء عمليات النقل الجوي، حتى وصل إلى أوروبا وكندا. ولقد كانت الطائرة هي العامل الرئيسي في نقل فيروس النيل ليعبر الأطلنطي عام ،1999 حيث ظهر فجأة في نيويورك ووصل إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة وجزر الكاريبي حتى كندا .
ويقول هيرفيه زيلر أن فيروس النيل، أنتقل مع الطيور المستوردة من الشرق الأوسط إضافة إلى البعوض الذي ينتقل صدفة في مخازن الطائرات وخاصة البعوض من نوع Culex المشهور بانتشاره في جميع أنحاء العالم .
ويؤكد برنارد فالا أن كل هذه العوامل إضافة إلى ازدهار أسواق بيع الدجاج في الدول الآسيوية، تعتبر عاملاً مهماً في زيادة احتمال الخطر المحدق ولاسيما أن الطيور تعيش بطريقة شبه حرة وتعتبر غالباً القاعدة الغذائية للحصول على البروتين. ومن هنا لابد من إطلاق برنامج تطعيم شامل، لحماية الحيوانات التي لم تزل بعيدة عن المرض وتوفير الظروف الصحية المناسبة لها.
وفي هذا الصدد لابد من معرفة المساحة التي ينتشر عليها المرض وهو ما يصعب معرفته بدقة، لأن أغلبية الدول التي أنتشر فيها مرض سارس لم تكن صادقة في التصريح بإحصاءاتها ، فعلى مدى أسابيع عدة ، ادعت إندونيسيا مثلاً أن أنفلونزا الطيور لم تصل إلى أنعامها، في حين لم تصرح الصين إلا بالقليل أو اليسير فيما يخص عدد المناطق الملوثة بالفيروس، اما الحكومة التايلاندية فانتظرت حتى 28 يناير/ كانون الثاني كي تقبل أخيرا بمسألة إخفاء حقيقة الأزمة داخل البلاد .
ويبدو أن أهمية التصريح عن أي مرض لها ثمنها بلا شك ، ويعتمد ذلك على مدى نزاهة الحكومات المعنية، فعلى المستوى الصحي كأن لابد من التصريح بمرض سارس حتى لا يصاب به عدد كبير من الناس، فقد كأن الدكتور كارلو أوربأني المتخصص في الأمراض المدارية والذي عمل لمصلحة منظمة الصحة العالمية، أول من اكتشف سارس عند أحد رجال الأعمال الأمريكيين، علماً بأنه هو نفسه قد لقي حتفه بعد بضعة أسابيع من كشف المرض وذلك في 29 مارس/آذار ،2003 وربما يكون لمسألة التصريح عن المرض ثمناً باهظاً على الصعيد الاقتصادي فعندما يتم الإعلان عن المرض تتأثر السياحة بشكل كبير وربما تنهار، كما يؤثر ذلك في اقتصاديات الدولة في مسألة بيع وشراء الطيور. وليست القضية بالسهلة على الإطلاق ، عندما يعلم أحد المزارعين المتخصصين في تربية الطيور أنه لابد له من التخلص من كل قطيعه. ومهما قلنا فلا يمكن أن نتخيل الآثار السيئة لهذا المرض على بلد مثل تايلاند التي تعتبر المصدر الرابع للطيور على مستوى العالم .
ويعتقد برنارد فالا أن الدول الآسيوية لا يمكن أن تقف وحدها إزاء هذه المشكلة، بل يجب على الدول المتقدمة أن توفر لها العون. ويقدر فالا المبلغ الأدنى الذي يجب تقديمه لاتخاذ إجراءات سريعة بهذا الخصوص بحوالي 100 مليون دولار، ولولا ذلك لتحول المرض إلى أزمة حقيقية لا خلاص منها .
ويحذر فالا من أن الخطر حقيقي بالفعل، ويشير إلى أن الحكومات تعلم بذلك جيداً، مثلما تعلم أن العدوى المباشرة بين شخص وآخر ستكون كارثية على المستوى العالمي ولاسيما أن الفيروس الجديد الذي سيظهر سيكون صادراً عن تركيبة جديدة بين الفيروس المسبب للأنفلونزا البشرية وفيروس أنفلونزا الطيور، ولو حدث ذلك حقاً فستكون الإجراءات المتخذة في بلد مثل فرنسا شديدة للغاية حتى ولو ظهرت بوادر الفيروس الجديد من الصين .
ويقول أحد العاملين في الإدارة العامة للوقاية الصحية في فرنسا أن كل الاحتمالات في هذا الصدد متوقعة، منها مثلا حظر بعض الرحلات الجوية الدولية بين البلدان التي يظهر فيها الفيروس، فالعدوى بين البشر ستكون سريعة للغاية لأن فيروس الأنفلونزا يصيب الآخرين بالعدوى وهو لم يزل بعد في مرحلة الحضانة خلافاً لمرض سارس .
ومن الناحية العملية، يعني ذلك أنه لو أصيب شخص بالفيروس الجديد، فأنه سيصيب 20 شخصاً على الأقل قبل أن يكونوا قد تناولوا العقار أو التطعيم المناسب، ومن هنا تحذر منظمة الصحة العالمية من أن ظهور فيروس جديد ناتج عن تمازج بين الفيروسين البشري الحيواني، سيكون سبباً في وقوع ملايين الضحايا من البشر بشكل خاص وتلك هي الكارثة بعينها . مع تحيات::
أميـــTـــرة الصوص | |
|