ربا ناصر الدين طالبة جديدة
المساهمات : 25 تاريخ التسجيل : 05/12/2007 العمر : 32
| موضوع: المرض النفسي بين نظرة الطب ونظرة المجتمع الجمعة ديسمبر 14, 2007 3:44 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
المرض النفسي بين نظرة الطب ونظرة المجتمع الأمراض النفسية كغيرها من الأمراض العضوية التي تستوجب العلاج حيث إن كلاً منهما يؤدي إلى أعراض ومضاعفات على مستوى النفسي والجسدي وبين النوعين تداخلات كثيرة وكثيراً ما يتطلب علاج أحدهما القضاء على الآخر ذلك أن المرض العضوي والنفسي من النظرة الطبية يعاملان على أنهما أمراض عادية تستلزم العلاج ولكن النظرة الاجتماعية تفرق بين الاثنين فالمفهوم الاجتماعي يعتبر أن المرض العضوي مرض عادي لا يستحي أحد من معالجته أيا كان بينما المرض النفسي لديهم محصور في نطاق الجنون والتخلف وذهاب العقل ويستحيون من علاجه بل يخفونه تماماً وإن ذهبوا إلى العيادات النفسية ذهبوا وهم يتوارون عن أعن الناس خوفاً أن يعرفهم أحد بل إن الأمراض النفسية إذا قدرها الله على أحد في مجتمعنا العربي فإنه سيعامل وكأنه عار في العرض وما ذلك إلا نتيجة للفهم القاصر والنظرة المتدنية والاتباع لمفاهيم الأجداد حتى أصبحت هذه المفاهيم بمثابة الحقائق التي يكون لها المكانة الكبيرة من الثقة والتصديق ضاربين بالعلم وبراهينه عرض الحائط واتباع العادات في مفهوم المرض النفسي ليس مستغربا في مجتمعاتنا تقدم العمل بالأعراف ولو على حساب بعض السنن التشريعية في كثير من الأحيان ولكن الخطورة تكمن في كون المرض النفسي ستزداد أعراضه وتتفاقم مضاعفاته إن لم يعالج بل وإن التساهل في كثير من الأحيان سيجعل من أبسط الأمراض النفسية مرضاً قاسياً يصعب القضاء عليه تماماً ومما يزيد الأمر سوءا إذا قدر المرض النفسي على امرأة من بيت عربي حيث إنه سيبقى عائقاً لها حتى من العلاج فنجد أن الأهل يتكتمون عليها ويهولون من مصيبتهم ويحذرون أن يعلم بذلك أحد حتى الأقارب أو الجيران لأن ذلك المرض في كثير من الأسر يعتبر بمثاية الشيح المدمر بمستقبل بناتهم وسبب في عنوستهم فلا تتقبل اجتماعيا ولا أسريا فكان الحل الأمثل لديهم أن تبقى في البيت ويطيق عليها الحجر الصحي كي لايعلم بها أحد وأما علاجها فهو غير مقبول لديهم لأنه يشكل لهم مصدر خوف وقلق فهم إن ذهبوا لمعالجتها فربما يعلم بها أحد ممن يعرفهم فيكتشف الآخرون بأن في بيتهم ابنة مجنونة بحسب فهمهم فبذلك تتفاقم مصيبتها الاجتماعية التي تؤدي إلى تفاقم حالتها المرضية فالمرأة في كثير من الأحيان تكون ضحية لعدم معالجتها من مرضها النفسي وهذا يجعل حال الكثيرات في محل رثاء لأنها إن تزوجت وخرجت من حجرها الصحي (عفواً بيت أهلها) فربما توفق بزوج لاتختلف نظرته عن مجتمعه فبذلك تستمر معاناتها وأما الرجل فسوف يستطيع العلاج لأنه يتحين الفرص التي لايراه فيها أحد فلا يذهب للعيادة حتى يتأكد من خلو الممر من المشاة وعندما يخرج فكذلك حاله وهذه حال الكثير من الرجال وللأسف الشديد ومما يرسخ النظرة الدونية التي تفسر أي مرض نفسي بأنه جنون هي تلك المسلسلات الهابطة السخيفة التي أتت بالعجائب المضحكة ولايشك أي إنسان في خطرها وترسيخها للمفاهيم الخاطئة
فلماذا كل هذا التهويل والتفسير الخاطئ للأمراض النفسية؟.
وخلاصة القول هو أنني لم آت بهذا الكلام فلسفة شخصية ولكن ذلك والله هو حال الكثير والكثيرات ولكن النساء معاناتهن أشد مرارة. وقد رأينا وسمعنا بحالات لايستهان بها إضافة إلى أقوال أطباء النفس في مأساتهم مع الفصام التام بين مفهومهم ومفهوم المجتمع ومن هنا فإنني أدعو وزارة الصحة ممثلة بجميع القطاعات الصحية بالتوعية التامة المستمرة لجميع أفراد المجتمع وتوضيح مفهوم الأمراض النفسية وإخراجها من نطاق العار حسب المفهوم الاجتماعي إلى مفهوم المرض العادي الذي لايخاف أحد من علاجه وأخيراً أسأله تعالى أن يمن على الجميع بالسلامة والعافية من كل بلاء.
...منقول | |
|