أظهرت دراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية أن الأشخاص المصابين بالبدانة وإفراط الوزن يمكنهم تقليل خطر إصابتهم بداء السكري وأمراض القلب من خلال تناولهم المنتظم للحليب ومشتقاته.
وقال الباحثون إن استهلاك الحليب قل بشكل ملحوظ في الثلاثين عاما الماضية, بسبب طبيعة الأغذية الشائعة حاليا الفقيرة بالمواد الغذائية, وقد تصاحب هذا الانخفاض مع زيادة معدلات الإصابة بالبدانة وسكري النوع الثاني وأمراض جهاز القلب الوعائي.
وقام الباحثون في مستشفى الأطفال ومركز هارفارد الطبي, بدراسة العلاقة بين استهلاك الحليب ومشتقاته ومعدلات الإصابة بما يعرف بمتلازم مقاومة الأنسولين, وهي حالة مرضية تعتبر أحد عوامل الخطر المؤدية للسكري وأمراض القلب, عند أكثر من ثلاثة آلاف شخص من الشباب الذين تراوحت أعمارهم بين 18 و30 عاما, من خلال متابعة سلوكياتهم العامة وعاداتهم الغذائية المتبعة.
ووجد الباحثون أن استهلاك الحليب ومنتجاته تترافق بصورة عكسية مع معدلات الإصابة بالحالات المصاحبة لمتلازم مقاومة الأنسولين التي تشمل البدانة وعدم تحمل الجلوكوز وارتفاع ضغط الدم والمشكلات المتعلقة بدهون وشحوميات الدم, ولكن هذا الارتباط لم يلاحظ عند الأشخاص النحيلين, مما يدل على أن للحليب آثارا وقائية عند ذوي الوزن المفرط فقط.
وتبين للباحثين أن احتمالات الإصابة بمتلازم مقاومة الأنسولين, كان أقل بين الأشخاص مفرطي الوزن الذين استهلكوا أعلى كميات من الحليب ومنتجاته بنسبة 72 في المائة, مقارنة مع البدينين الذين استهلكوا أقل كمية.
وسجل العلماء أيضا وجود انخفاض بنسبة 21 في المائة في احتمالات الإصابة مع كل استهلاك يومي من منتجات الألبان, وكانت هذه الاحتمالات متشابهة عند البيض والسود والرجال والنساء.
وخلص الباحثون إلى أن الأنماط الغذائية التي تتميز بزيادة استهلاك الحليب ومشتقاته من الألبان, قد تحمي الأشخاص المفرطين في الوزن من الإصابة بالبدانة ومتلازم مقاومة الأنسولين الذي يزيد مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب الوعائية.